بقلم : أ . تحسين يحيى أبو عاصي – عضو لجنة الحوار ومنسق لجنة العلاقات العامة في تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة
قبل ثلاث أسابيع تقريبا من تاريخه مات رجل غرقاً في بحر غزة في منطقة الشيخ عجلين ، بسبب سباحته في البحر بعد غروب الشمس وانتهاء عمل المنقذين ، وقبل شهر تقريبا مات شاب غرقا في البحر قريبا من نادي وحديقة بلدية غزة ؛ لأنه سبح في البحر عند الساعة السابعة صباحاً قبل بداية عمل المنقذين البحريين .
وفي 3-7-2010م وعند منتصف الليل تقريباً غرق في بحر غزة فتيات ثلاث...
كان البحر مظلماً ، وبدأ الصراخ يعلو من كل مكان ، وتجمهر الناس من كل حدب وصوب ، ودخل بعض الرجال بأجهزة الإنارة الليلية إلى مياه البحر بحثاً عن الفتيات الثلاث ... ولولا عناية الله ورحمته التي شاءت بأن يكون أحد المنقذين البحريين جالسا في ذلك الوقت مع زوجته وأطفاله على شاطئ البحر لماتت الفتيات الثلاث غرقاً في البحر ولكن الله سلّم ..
انتبه المنقذ إلى الفوضى التي أحدثت حراكاً ملفتاً قريباً منه ، وبمجرد أن علم بالأمر قذف نفسه في ماء البحر بكامل ملابسه التي لم يتمكن من خلعها بسبب خطورة الموقف ؛ من أجل إنقاذ الفتيات الثلاث من موت محقق ... فقد كانت واحدة منهن في حالة شديدة من الإعياء والخوف والإرهاق ، وأما الثانية والثالثة فكانتا غائبتين عن الوعي من كثرة ما شربتا من مياه البحر ... بدأ المنقذ من إجراء الإسعافات الأولية لكل فتاة منهن ، كما بدأ بعمل تنفس صناعي لكل واحدة ... وبعد أن قذفت كل فتاة ما بداخلها من ماء البحر ، وأثناء قيام المنقذ بإجراء التنفس الصناعي لكل واحدة منهن ، وبعد ربع ساعة تقريباً عادت الفتيات الثلاث إلى كامل وعيهن ، ومن ثم انصرفن مع ذويهن إلى بيوتهن بفضل الله وبرحمته ....
في هذا الصيف قامت بلدية غزة مشكورة وبالتعاون مع الشرطة البحرية بإجراءات هامة وضرورية على شاطئ بحر غزة ، ولكنها ليست كافية ، فقد علقت البلدية اليافطات لحث الناس على نظافة الشاطيء وعدم السباحة في المناطق الخطرة ، كما وزعت على المنقذين أجهزة الاتصالات اللاسلكية ، ووفرت بعضا من قوارب النجاة ، ووضعت رايات لتحديد مناطق السباحة ، وأنارت بعض أجزاء الشاطيء بالإنارة الليلية ، ووفرت طاقماً لتنظيف الشاطيء صباحاً وبشكل يومي ... ووفرت دوريات شرطة راجلة وعلى ظهور الخيل ، وصار بحر غزة خاليا تقريبا من عمليات العربدة والاعتداء التي كانت تسبب الكثير من المشكلات للمصطافين في كل عام وذلك بفعل قوة القانون .... إلا أن هناك الكثير مما يجب أن تفعله بلدية غزة والشرطة البحرية في هذا المجال حفاظاً على أرواح المواطنين أذكر منها على سبيل الأمثلة لا الحصر ما يأتي :
1- يجب منع المواطنين من دخول البحر وذلك ما بين انتهاء عمل المنقذين عند الغروب وحتى بدء عملهم في صباح اليوم التالي ، ولو احتاج ذلك إلى استعمال قوة القانون ومعاقبة المخالفين ، فمن المعروف أن حياة المواطن لا بد من أن يحميها القانون ، وأن هذا القانون لا بد له من جهة تنفيذية من أجل متابعته ، وإلا وقع الاستهتار بحياة المواطن وبقيمته .
2- تحديد مناطق السباحة طولا وعرضا داخل مياه البحر بشريط ظاهر للعيان كما يحدث ذلك في كثير من البلاد الواقعة على شاطئ البحر ، وعدم السماح بتجاوز ذلك الشريط ، فلا تكفي الشارات الحمراء والسوداء التي تضعها البلدية على رمال شاطئ البحر، ولا يجوز أن يترك الناس هكذا ، فأرواح أهلنا غالية ، والمحافظة على سلامتهم واجب وطني وإنساني وقانوني .
3- من المهم تحفيز المنقذين وتكريمهم خاصة أولئك الذين ينقذون أرواح الناس خارج أوقات عملهم ..
• من جهة أخرى وبكل شفافية ووضوح لا بد من القول : هل يقبل أحد من المسئولين في بلدية غزة أو غيرها أن يكون جالسا مع زوجته وأطفاله على شاطئ البحر ، ويمر من بينهم جملاً أو حصاناً أو حماراً أو عربات البيع التي تجرها الحيوانات ( أجل الله القارئ ) ؟ .
• وبشفافية أيضاً : هل يقبل أحد أن يجد بجانبه وهو يسبح في البحر حيواناً آخراً يسبح بجواره ؟... لقد انتشرت ظاهرة تواجد الحمير والبغال والخيول بالقرب من الناس داخل المياه ، فما موقف البلدية والحكومة هنا ؟ .
• لقد ثار حصان أمام عيني قبل أسابيع على شاطئ البحر ، ودخل بين جموع الناس المصطافين على الشاطيء من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال ، مما أحدث حالة من الهلع والفزع بينهم .. أرجو أن يتخيل صاحب القرار نفسه وهو جالس مع أهله ثم يحصل أمامه هذا المشهد ...
• وأود أن أشير هنا إلى أن أسلوب خطاب بعض المنقذين ( ولا أقول جميعهم ) بحق المصطافين ، فهو أسلوب يحتاج إلى مراجعة وتقييم ، وصحيح أنه ليس كل الناس من يستجيب للمنقذين ، ولكن في المقابل فهناك واجب أخلاقي وإنساني مهني يدعونا للتعامل مع أهلنا بشكل حضاري لائق ...
هذا حقيقة ما نراه وما يحدث على شاطئ البحر وهو قديم حديث ، ولذلك أدعو أصحاب القرار إلى النزول ميدانيا لمعاينة الواقع ومن ثم تدارك الأخطاء قبل وقوعها ...
قبل ثلاث أسابيع تقريبا من تاريخه مات رجل غرقاً في بحر غزة في منطقة الشيخ عجلين ، بسبب سباحته في البحر بعد غروب الشمس وانتهاء عمل المنقذين ، وقبل شهر تقريبا مات شاب غرقا في البحر قريبا من نادي وحديقة بلدية غزة ؛ لأنه سبح في البحر عند الساعة السابعة صباحاً قبل بداية عمل المنقذين البحريين .
وفي 3-7-2010م وعند منتصف الليل تقريباً غرق في بحر غزة فتيات ثلاث...
كان البحر مظلماً ، وبدأ الصراخ يعلو من كل مكان ، وتجمهر الناس من كل حدب وصوب ، ودخل بعض الرجال بأجهزة الإنارة الليلية إلى مياه البحر بحثاً عن الفتيات الثلاث ... ولولا عناية الله ورحمته التي شاءت بأن يكون أحد المنقذين البحريين جالسا في ذلك الوقت مع زوجته وأطفاله على شاطئ البحر لماتت الفتيات الثلاث غرقاً في البحر ولكن الله سلّم ..
انتبه المنقذ إلى الفوضى التي أحدثت حراكاً ملفتاً قريباً منه ، وبمجرد أن علم بالأمر قذف نفسه في ماء البحر بكامل ملابسه التي لم يتمكن من خلعها بسبب خطورة الموقف ؛ من أجل إنقاذ الفتيات الثلاث من موت محقق ... فقد كانت واحدة منهن في حالة شديدة من الإعياء والخوف والإرهاق ، وأما الثانية والثالثة فكانتا غائبتين عن الوعي من كثرة ما شربتا من مياه البحر ... بدأ المنقذ من إجراء الإسعافات الأولية لكل فتاة منهن ، كما بدأ بعمل تنفس صناعي لكل واحدة ... وبعد أن قذفت كل فتاة ما بداخلها من ماء البحر ، وأثناء قيام المنقذ بإجراء التنفس الصناعي لكل واحدة منهن ، وبعد ربع ساعة تقريباً عادت الفتيات الثلاث إلى كامل وعيهن ، ومن ثم انصرفن مع ذويهن إلى بيوتهن بفضل الله وبرحمته ....
في هذا الصيف قامت بلدية غزة مشكورة وبالتعاون مع الشرطة البحرية بإجراءات هامة وضرورية على شاطئ بحر غزة ، ولكنها ليست كافية ، فقد علقت البلدية اليافطات لحث الناس على نظافة الشاطيء وعدم السباحة في المناطق الخطرة ، كما وزعت على المنقذين أجهزة الاتصالات اللاسلكية ، ووفرت بعضا من قوارب النجاة ، ووضعت رايات لتحديد مناطق السباحة ، وأنارت بعض أجزاء الشاطيء بالإنارة الليلية ، ووفرت طاقماً لتنظيف الشاطيء صباحاً وبشكل يومي ... ووفرت دوريات شرطة راجلة وعلى ظهور الخيل ، وصار بحر غزة خاليا تقريبا من عمليات العربدة والاعتداء التي كانت تسبب الكثير من المشكلات للمصطافين في كل عام وذلك بفعل قوة القانون .... إلا أن هناك الكثير مما يجب أن تفعله بلدية غزة والشرطة البحرية في هذا المجال حفاظاً على أرواح المواطنين أذكر منها على سبيل الأمثلة لا الحصر ما يأتي :
1- يجب منع المواطنين من دخول البحر وذلك ما بين انتهاء عمل المنقذين عند الغروب وحتى بدء عملهم في صباح اليوم التالي ، ولو احتاج ذلك إلى استعمال قوة القانون ومعاقبة المخالفين ، فمن المعروف أن حياة المواطن لا بد من أن يحميها القانون ، وأن هذا القانون لا بد له من جهة تنفيذية من أجل متابعته ، وإلا وقع الاستهتار بحياة المواطن وبقيمته .
2- تحديد مناطق السباحة طولا وعرضا داخل مياه البحر بشريط ظاهر للعيان كما يحدث ذلك في كثير من البلاد الواقعة على شاطئ البحر ، وعدم السماح بتجاوز ذلك الشريط ، فلا تكفي الشارات الحمراء والسوداء التي تضعها البلدية على رمال شاطئ البحر، ولا يجوز أن يترك الناس هكذا ، فأرواح أهلنا غالية ، والمحافظة على سلامتهم واجب وطني وإنساني وقانوني .
3- من المهم تحفيز المنقذين وتكريمهم خاصة أولئك الذين ينقذون أرواح الناس خارج أوقات عملهم ..
• من جهة أخرى وبكل شفافية ووضوح لا بد من القول : هل يقبل أحد من المسئولين في بلدية غزة أو غيرها أن يكون جالسا مع زوجته وأطفاله على شاطئ البحر ، ويمر من بينهم جملاً أو حصاناً أو حماراً أو عربات البيع التي تجرها الحيوانات ( أجل الله القارئ ) ؟ .
• وبشفافية أيضاً : هل يقبل أحد أن يجد بجانبه وهو يسبح في البحر حيواناً آخراً يسبح بجواره ؟... لقد انتشرت ظاهرة تواجد الحمير والبغال والخيول بالقرب من الناس داخل المياه ، فما موقف البلدية والحكومة هنا ؟ .
• لقد ثار حصان أمام عيني قبل أسابيع على شاطئ البحر ، ودخل بين جموع الناس المصطافين على الشاطيء من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال ، مما أحدث حالة من الهلع والفزع بينهم .. أرجو أن يتخيل صاحب القرار نفسه وهو جالس مع أهله ثم يحصل أمامه هذا المشهد ...
• وأود أن أشير هنا إلى أن أسلوب خطاب بعض المنقذين ( ولا أقول جميعهم ) بحق المصطافين ، فهو أسلوب يحتاج إلى مراجعة وتقييم ، وصحيح أنه ليس كل الناس من يستجيب للمنقذين ، ولكن في المقابل فهناك واجب أخلاقي وإنساني مهني يدعونا للتعامل مع أهلنا بشكل حضاري لائق ...
هذا حقيقة ما نراه وما يحدث على شاطئ البحر وهو قديم حديث ، ولذلك أدعو أصحاب القرار إلى النزول ميدانيا لمعاينة الواقع ومن ثم تدارك الأخطاء قبل وقوعها ...