الرئيسية
تعزى أمراض الإسهال الحادة في الأساس إلى تناولأطعمةملوثة وهي تحتل المرتبة الثانية في قائمة أفتك عشرة أمراض في العالم. وحسب تقارير منظمة الصحة العالمية فإن عدد الوفيات من الأطفال دون الخامسة من العمر يبلغ سنوياً 54% بسبب استهلاك أغذية ملوثة، كما يؤدي تلوث الغذاء بالميكروبات إلى الإسهال وسوء التغذية وتوقف النمو وفقد المقدرة على مقاومة الأمراض. وبالنسبة للبالغين فإنه بالإضافة إلى ضعف مقاومة الجسم للأمراض نجد أن تناول أغذية ملوثة يقلل من إنتاج الفرد. وعلمياً وحسب تقارير منظمة الصحة العالمية فإن حوادث التسمم الغذائي تمثل جزءاً صغيراً فقط من الحوادث الفعلية، حيث تبين أن النسبة 100:1 تقريباً. خط الدفاع الأول الترصد الوبائي لحوادث التسمم الغذائي، والإجراءات الوقائية من أهم الوسائل فعالية في الحد من وقوع مثل هذه الحوادث. ومعنى الترصد هو المراقبة المستمرة والتدقيق في الأمراض المرتبطة بالغذاء لمنع انتشارها والتقليل من حدوثها. وهو من الإجراءات الوقائية التي تمثل خط الدفاع الأول في مواجهة حوادث التسمم الغذائي. حيث إن التبليغ الفوري عن هذه الحوادث يؤدي إلى سرعة اكتشاف مصدر التلوث والحد من وقوع إصابات أخرى. لذا فإن سلامة الإجراءات الوقائية ودقتها مهمة للغاية، إذ قد ينتج عنها استبعاد منتجات بكاملها من الأسواق. كما أن النتائج الإيجابية للتقصي الوبائي يؤدي إلى معالجة الممارسات الخاطئة وتصحيحها في تحضير الطعام أو حفظه، فضلاً عن أن المعلومات المجمعة يمكن أن تعطي مدلولات عن اتجاهات الحوادث وأسباب تفشي المرض ومن ثم التدبير الناجح بالتخطيط والدراسة. وقد بدأت وزارة الصحة السعودية ومن منطلق دورها الوقائي بنظام التبليغ عن حوادث التسمم الغذائي منذ عام 1395هـ. ويوجد في كل منطقة مسؤول عن التقصي الوبائي لحوادث التسمم الغذائي. ومسؤوليته تتمثل في متابعة هذه الحوادث والإشراف على التقصي الوبائي للحادثة، ومناقشة نموذج التبليغ والتقرير الوبائي مع من يقوم بالاستقصاء الوبائي للحادثة، ومن ثم إرسال التقرير إلى برنامج سلامة الأغذية وحوادث التسمم الغذائي بإدارة صحة البيئة بالإدارة العامة للصحة الوقائية بوزارة الصحة. ويحسن أن تتعرف عزيزي القارئ على إجراءات التبليغ عن حوادث التسمم الغذائي التي تتم في خطوات متتابعةوهي: - واجبات تقوم بها الوحدة الصحية (المستشفى أو المركز الصحي)تتضمن: إسعاف المصابين وعلاجهم. وأخذ العينات اللازمة منهم وذلك حسب الأمراض الظاهرة على المصابين.وكذلك الإبلاغ الفوري عن الحوادث المنزلية أو العامة لمديرية الشؤون الصحية بالمنطقة التي بدورها تقوم بإبلاغ الجهة المختصة بوزارة الصحة مع إرسال بلاغ بالفاكس والنموذج الخاص بالمصابين بالفاكس أيضاً في خلال 24 ساعة من وقوع الحادثة. كما يوجد في كل منطقة وعلى مدار الساعة فريق استقصاء وبائي يكوَّن من طبيب وقائي ومراقب صحي، ويتم استبدال هذا الفريق أسبوعياً أو يومياً بفريق آخر حسب كل منطقة. كما توزع جداول بهذه المناوبات على المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية منها والأهلية بالمنطقة؛ لكي يسهل الاتصال بالفريق المعني المزود بجهاز النداء الآلي (بيجر). مهام الفريق الطبي - الانتقال الفوري للمستشفى أو المركز الصحي الذي استقبل الحالات ومقابلة المصابين. - مناظرة الطعام المشتبه به ومكان إعداده وطريقة تحضيره. - الكشف الإكلينيكي والمخبري على عمال الأغذية. - أخذ العينات اللازمة من الأطعمة والمياه التي تسببت في الحوادث بسبب مصدر عام، ويتم التنسيق مع البلدية المعنية والشرطة لتنفيذ هذه الإجراءات. - ترسل جميع العينات من (الأطعمة وعمال الأغذية) إلى مختبر الصحة العامة. - الاشتراك في عضوية اللجنة الثلاثية في حالة حوادث التسمم الغذائي بسبب مصدر عام لتحديد السبب والمتسبب وتوقيع العقوبة. - التثقيف الصحي لربات البيوت وعمال الأغذية. ويقوم المختبر: بإجراء الفحوص المخبرية. وإبلاغ مديرية الشؤون الصحية بالملاحظات الفنية في طريقة جمع العينات وحفظها وإرسالها. أما مديرية الشؤون الصحية فتقوم بإبلاغ الوكالة المساعدة للطب الوقائي عن طريق الفاكس بحادثة التسمم الغذائي خلال 24 ساعة من وقوع الحادثة على أن ترفع تقريراً وبائياً في الحوادث العامة متضمناً استمارة الاستقصاء الوبائي فور ظهور النتائج المخبرية، مع تحديد العقوبات المتخذة في حالة مصدر عام، وذلك خلال (10) أيام من وقوع الحادثة. برنامج السلامة وهناك برنامج لضمان سلامة الأغذية يقوم منسوبوه بمراجعة بيانات حوادث التسمم الغذائي كل على حده والتأكد من استيفاء المعلومات المطلوبة وكيفية التوصل لمصدر الحادثة ومناقشة أي ملاحظات عن الاستقصاء الوبائي للحادثة مع المسؤول عن التقصي الوبائي لحوادث التسمم الغذائي بالمنطقة، وطلب معلومات إضافية إذا لزم الأمر، أو طلب إعادة دراسة الحادثة وخصوصاً في الحوادث بسبب مصدر عام. كما يقوم البرنامج بإدخال بيانات حوادث التسمم الغذائي بالحاسب الآلي وتحليل البيانات وكتابة التقرير النهائي في نهاية العام عن جميع حوادث التسمم الغذائي التي تقع بالمملكة بسبب مصدر عام أو منزلي ورفعه للمسؤولين بوزارة الصحة. نشر في مجلة (الثقافة الصحية) عدد (50) بتاريخ (شعبان 1420هـ -نوفمبر 1999م) 
