قال اللواء الشيخ طالب بن صقر القاسمي، المدير العام لشرطة رأس الخيمة: “إن حوادث الطرق تشكل التحدي الأكبر الذي تواجهه وزارة الداخلية وشرطة رأس الخيمة، وهي قضية تشغلنا وتؤرق المجتمع، لكن حلها والحد من آثارها الدموية بأيدي أبنائنا”، مشيراً إلى أنه “على مدى 15 عاماً قضاها مديراً عاماً لشرطة رأس الخيمة، استقبل عدداً كبيراً من الآباء الذين يتسبب أبناؤهم بحوادث مرورية خطرة، لكنه لم يستقبل يوما أي ولي أمر أقرّ بأن ابنه مخطئ” .
وأكد خلال استضافته في منزله برأس الخيمة مساء أمس الأول، برنامج “أمان يا بلادي”، الذي يبث على أثير إذاعة الشارقة، بالتعاون مع قسم العلاقات والتوجيه المعنوي في شرطة الشارقة، أن “وزارة الداخلية، ومنها شرطة رأس الخيمة، تضع نصب أعينها أمن الناس، وهاجسنا تعزيز السلامة الشخصية لكل فرد على أرض الإمارات، الأمر الذي يكفل الاستقرار والازدهار، واستقطاب المستثمرين ورجال الأعمال والسياح” . لافتاً إلى “حرص شرطة رأس الخيمة على وضع الخطط التدريبية لأفرادها وتنفيذها وتطويرها، بغية صقل الطواقم الأمنية ورفع كفاءاتها وقدراتها الأمنية” .
وعزا لعدد الكبير من الحوادث الدامية، التي تشهدها طرق الإمارات، إلى “الثقافة المرورية المتدنية لدى شبابنا وأبنائنا، والتربية القاصرة في المنزل تجاه آداب الطريق والتعامل مع القوانين المرورية” .
وألقى الضوء على “الآثار السلبية لخلل التركيبة السكانية في الإمارات، التي تضم حالياً أكثر من 200 جنسية من شتى أقطار العالم، ما جعلنا وسط أمواج من الثقافات والهويات والقيم والأخلاقيات الوافدة معها” . لافتاً إلى أن “ذلك نتيجة طبيعية لحركة التطوير، وعلينا أن نواكبه بتثقيف أبنائنا ورفع منسوب الوعي لديهم وتأصيل قيمنا في نفوسهم، في مواجهة هذا الاختلاط الواسع، الذي لا بد منه، مع الثقافات الأخرى” . وتساءل: “لماذا يحترم أبناؤنا القانون ويخشون تجاوزه حين يزورون الدول الغربية، ولا يفعلون ذلك في وطنهم”، مجيباً بنفسه بأن “من أمن العقوبة أساء الأدب” . وتمنى من “الأهل التكاتف مع الأجهزة الأمنية لردع المستهترين والمخالفين من الشباب، حفاظا على أمن الوطن” .