مملكة شتاريا العظمى هي مكان جميل ! , الحياة هناك تمشي بطريقة مستقيمة , كل شيء محسوب , وكل الأحداث معروفة سلفاً ومتوقعة , حتى أنك تستطيع – بكل سهولة – ان تعرف نوع الوظيفة التى ستعمل بها , واسم مديرك المباشر فيها , وذلك بينما انت لا تزال طالباً فى المرحلة الابتدائية !!.
...
هكذا مضت الحياة فى مملكة شتاريا العظمى , الى ان حدث شيء عجيب , غريب , لم يعرف المواطنون هناك سببه , واحتار الجميع فى تفسيره , فأصبح موضوعاً مهماً للنقاش بينهم , ذلك ان سكان المملكة استيقظوا ذات صباح فوجدوا ان الطيور تتساقط من السماء !.
فى البداية سقطت عصفورة صغيرة , ثم سقط طائر كبير الحجم على رأس مجموعة من الناس , فاندهشوا لهذا السقوط , وأخذوا الطائر يفحصونه , ولكنهم لم يجدوا عليه اثراً لمرض او اصابة بطلق ناري , بل كان يبدو سليما فى مظهره , ولكنه مع ذلك سقط!.
...
اندهش سكان مملكة شتاريا العظمى لسقوط اعداد اخرى من الطيور , ولكن دهشتهم استمرت لساعات فقط ثم عاد كل شيء الى حاله , واستمرت الحياة بطريقة منتظمة ومرتبة , ولكن فى الأيام التالية سقطت أعداد اخرى من الطيور , فاندهش سكان المملكة مرة اخرى لسقوطها , وارسلوا برقية الى ديوان الملك الأعظم شتيار يطلبون فيه النصح والتفسير والارشاد , ولكن حكومة الملك شتيار لم يكن يبدو عليها انها تعرف كثيراً عن حوادث السقوط هذه , فلم تهتم بالأمر , ولم تعلق عليه , بل كانت الاستعدادت جارية فى كل مكان للاحتفال بالعرض الملكى الكريم , بمناسبة مرور قرون كثيرة على جلوس الملك الاعظم شتيار على عرش مملكة شتاريا العظمى , حيث تمتد أعمار الناس هناك الى الاف السنين!.
...
وجاء يوم العرض الملكى الكريم , فوقف جميع سكان المملكة فى ساحة كبيرة , وصعد الملك الاعظم شتيار الى المنصة الملكية الكبيرة ليلقى خطبته , وبينما هو كذلك , اذ سقط نسر كبير على المنصة , ففزع الملك شتيار وولى هاربا , فقد كان مشهورا بالجبن , وأحاط به مجموعة من الحراس , واندهش الناس كعادتهم من سقوط النسر , بينما اعلن الديوان الملكى عن تأجيل الاحتفال ريثما يتم تشكيل لجنة للتحقيق والتحرى فى اسباب سقوط هذا النسر بهذه الطريقة الاستفزازية !.
...
ومرت أيام , كان حديث الناس فيها عن الاسباب التى جعلت كل هذه الطيور تسقط , ثم عادت الحياة الى نظامها المعتاد , الى ان اعلن التلفزيون الملكى عن بيان سيلقيه السيد (وزير الطيور) , فانتظر الناس اما شاشات التلفزيون , فظهر وزير الطيور مبتسماً , وقال :
- تعلمون ايها الشعب الكريم , ان بضع طيور قد سقطت , ونحن فى وزارتنا قد شكلنا لجنة للتحقيق والتقصى , واستجلبنا خبراء فى شؤون الطيور من كل البلاد المتقدمة , وقد ثبت لنا بلا ريب ان جميع اجنحة هذه الطيور سليمة , وان وزارة الطيور قد اجرت عليها كل الفحوصات الدورية , وثبت انها صالحة للطيران ! , ولكن اللجنة توصلت الى ان السبب المباشر لسقوط هذه الطيور هو الأحوال الجوية السيئة ! , لقد كانت الرياح شديدة , والأمطار متدفقة طوال اليوم , وحدث ايضا زلزال صغير , لذلك سقطت هذه الطيور الحمقاء !.
...
شعر المواطنون فى مملكة شتاريا العظمى بالدهشة من كلام وزير الطيور , فلم تكن هناك اى رياح او امطار فى تلك الايام , ولكنهم بالطبع اقتنعوا ان كلام وزير الطيور صحيح , فلابد انه كانت هناك رياح وامطار ولم يشعروا بها !.
وبينما وزير الطيور يجيب عن اسئلة الصحفيين , اذ بطائر ضخم يسقط على رأسه , فسقط الوزير على مقعده وهو يسب ويلعن , بينما نظر المواطنون الى السماء فى الاعلى , فاندهشوا لانه لم تكن هناك اى رياح او امطار ! فشعروا بالدهشة من سقوط هذا الطائر الكبير !.
...
وفى هذا الوقت كان الملك الاعظم شتيار جالساً فى قصره , فدخل عليه احد مساعديه , واخبره قائلاً :
- تاني فى طيرة وقعت يا مولاي !
ثم حكى له قصة مؤتمر وزير الطيور وسقوط الطائر , فصاح الملك قائلا ً :
- الوزير الأهبل دا داير يفضحنا بي قصة المطرة دي وللا شنو ؟!
ثم صاح مخاطبا مساعده :
- شيلو السجم دا شوتوهو وزارة تانية !!
وكانت هذه عى العبارة المفضلة للملك الاعظم شتيار عندما يرغب فى ابعاد احد وزراءه بسبب تقصيره الى وزارة اخرى , وهكذا تمت تنحية وزير الطيور عن وزارة الطيور واعلنت الحكومة الملكية فى مملكة شتاريا العظمى عن تشكيل لجنة تحقيق جديدة برئاسة ( وزير الشؤون النفسية ) لتحديد سبب سقوط هذه الطيور .
...
واستمرت الحياة بطريقة منتظمة خالية من الدهشة فى مملكة شتاريا العظمى , ولم تسقط طيور جديدة , حتى اعلن وزير الشؤون النفسية عن مؤتمر لاعلان نتيجة التحقيق الفني فى اسباب سقوط الطيور , فتجمع الناس لسماع الوزير , الذى خاطبهم قائلاً :
- تعلمون ايها المواطنون الكرام اننا قد شكلنا لجنة من الخبراء , فدرسوا الموضوع , وتوصلوا الى ان السبب الأكيد لسقوط هذه الطيور انما هو الحنين !.
واندهش المواطنون , فهم لم يتوقعوا ان يكون سبب سقوط هذه الطيور هو الحنين , ولكنهم اقتنعوا ان وزير الشؤون الانسانية لابد ان يكون صادقاً , فواصلوا الاستماع اليه وهو يقول :
- نعم ايها المواطنون الكرام , ان هذه الطيور شعرت بالحنين الى الارض , فسارعت بالارتماء فى حضنها , فهى طيور وطنية مخلصة لأرضنا , ولكن بما ان هذا الاخلاص كثير جدا ولا تحتمله الارض , فقد استوردنا حبوب مضادة للحنين نضعها فى الماء , فتشرب منها كل الطيور , فيزول عنها الحنين , فلا تسقط ابدا ابدا !.
...
ومرت ايام , وشربت الطيور من ذلك الماء , ولكنها بدأت بالتساقط مرة اخرى , فبلغ الأمر الملك الاعظم شتيار , فصاح قائلاً :
- شيلو السجم دا شوتوهو وزارة تانية !!
وهكذا تم طرد وزير الشؤون الانسانية الى وزارة اخرى , وشكلت الحكومة فى مملكة شتاريا العظمى لجنة تحقيق جديدة برئاسة ( وزير اللغة والشعر ) , فاجتمعت اللجنة لعدة أيام , وكانت الطيور تواصل السقوط خلال هذه الأيام , ثم اعلنت اللجنة عن مؤتمر صحفى لاعلان نتائج التحقيق , فاجتمع مواطنوا مملكة شتاريا العظمى فى ساحة كبيرة , وصعد وزير اللغة والشعر الى المنصة , ثم خاطبهم قائلاً :
- ايها المواطنون الكرام , لقد اجتمعت لجنتنا وفحصت , ودققت ومحصت , واختبرت وتدبرت , وصالت وجالت , ثم توصلت الى الرأي السديد , والسبب الأكيد , الذى يجعل هذه الطائرات تسقط عن السماء وتحيد , فهو ليس اهمالاً من وزارة الطيور , ولا تقصيرا من اخوتنا فى ادارة الاجنحة والريش , بل ان السبب فى الواقع انما هو بيت من الشعر !!
واندهش المواطنون من كلام وزير اللغة والشعر , ولكنهم اقتنعوا ن كلامه لابد انه صحيح , فواصلوا الاستماع اليه وهو يقول :
- الحقيقة الأكيدة ايها المواطنون الكرام , ان سبب سقوط كل هذه الطيور انما هو بيت الشعر الذى يقول :
ما طار طير وارتفع ..... . الا كما طار وقع !
...
ومنذ ذلك اليوم , لم تسقط من سماء مملكة شتاريا العظمى طيرة واحدة !.
( ملاحظة صغيرة : لن تصلح الوقائع اعلاه لتبرير اى حوادث سقوط طيور او طائرات فى اى زمان ومكان اخر , لذلك , اذا سقطت طائرات اى شركة طيران , فعليها ان تبحث لها عن بيت شعر آخر !.)
...
هكذا مضت الحياة فى مملكة شتاريا العظمى , الى ان حدث شيء عجيب , غريب , لم يعرف المواطنون هناك سببه , واحتار الجميع فى تفسيره , فأصبح موضوعاً مهماً للنقاش بينهم , ذلك ان سكان المملكة استيقظوا ذات صباح فوجدوا ان الطيور تتساقط من السماء !.
فى البداية سقطت عصفورة صغيرة , ثم سقط طائر كبير الحجم على رأس مجموعة من الناس , فاندهشوا لهذا السقوط , وأخذوا الطائر يفحصونه , ولكنهم لم يجدوا عليه اثراً لمرض او اصابة بطلق ناري , بل كان يبدو سليما فى مظهره , ولكنه مع ذلك سقط!.
...
اندهش سكان مملكة شتاريا العظمى لسقوط اعداد اخرى من الطيور , ولكن دهشتهم استمرت لساعات فقط ثم عاد كل شيء الى حاله , واستمرت الحياة بطريقة منتظمة ومرتبة , ولكن فى الأيام التالية سقطت أعداد اخرى من الطيور , فاندهش سكان المملكة مرة اخرى لسقوطها , وارسلوا برقية الى ديوان الملك الأعظم شتيار يطلبون فيه النصح والتفسير والارشاد , ولكن حكومة الملك شتيار لم يكن يبدو عليها انها تعرف كثيراً عن حوادث السقوط هذه , فلم تهتم بالأمر , ولم تعلق عليه , بل كانت الاستعدادت جارية فى كل مكان للاحتفال بالعرض الملكى الكريم , بمناسبة مرور قرون كثيرة على جلوس الملك الاعظم شتيار على عرش مملكة شتاريا العظمى , حيث تمتد أعمار الناس هناك الى الاف السنين!.
...
وجاء يوم العرض الملكى الكريم , فوقف جميع سكان المملكة فى ساحة كبيرة , وصعد الملك الاعظم شتيار الى المنصة الملكية الكبيرة ليلقى خطبته , وبينما هو كذلك , اذ سقط نسر كبير على المنصة , ففزع الملك شتيار وولى هاربا , فقد كان مشهورا بالجبن , وأحاط به مجموعة من الحراس , واندهش الناس كعادتهم من سقوط النسر , بينما اعلن الديوان الملكى عن تأجيل الاحتفال ريثما يتم تشكيل لجنة للتحقيق والتحرى فى اسباب سقوط هذا النسر بهذه الطريقة الاستفزازية !.
...
ومرت أيام , كان حديث الناس فيها عن الاسباب التى جعلت كل هذه الطيور تسقط , ثم عادت الحياة الى نظامها المعتاد , الى ان اعلن التلفزيون الملكى عن بيان سيلقيه السيد (وزير الطيور) , فانتظر الناس اما شاشات التلفزيون , فظهر وزير الطيور مبتسماً , وقال :
- تعلمون ايها الشعب الكريم , ان بضع طيور قد سقطت , ونحن فى وزارتنا قد شكلنا لجنة للتحقيق والتقصى , واستجلبنا خبراء فى شؤون الطيور من كل البلاد المتقدمة , وقد ثبت لنا بلا ريب ان جميع اجنحة هذه الطيور سليمة , وان وزارة الطيور قد اجرت عليها كل الفحوصات الدورية , وثبت انها صالحة للطيران ! , ولكن اللجنة توصلت الى ان السبب المباشر لسقوط هذه الطيور هو الأحوال الجوية السيئة ! , لقد كانت الرياح شديدة , والأمطار متدفقة طوال اليوم , وحدث ايضا زلزال صغير , لذلك سقطت هذه الطيور الحمقاء !.
...
شعر المواطنون فى مملكة شتاريا العظمى بالدهشة من كلام وزير الطيور , فلم تكن هناك اى رياح او امطار فى تلك الايام , ولكنهم بالطبع اقتنعوا ان كلام وزير الطيور صحيح , فلابد انه كانت هناك رياح وامطار ولم يشعروا بها !.
وبينما وزير الطيور يجيب عن اسئلة الصحفيين , اذ بطائر ضخم يسقط على رأسه , فسقط الوزير على مقعده وهو يسب ويلعن , بينما نظر المواطنون الى السماء فى الاعلى , فاندهشوا لانه لم تكن هناك اى رياح او امطار ! فشعروا بالدهشة من سقوط هذا الطائر الكبير !.
...
وفى هذا الوقت كان الملك الاعظم شتيار جالساً فى قصره , فدخل عليه احد مساعديه , واخبره قائلاً :
- تاني فى طيرة وقعت يا مولاي !
ثم حكى له قصة مؤتمر وزير الطيور وسقوط الطائر , فصاح الملك قائلا ً :
- الوزير الأهبل دا داير يفضحنا بي قصة المطرة دي وللا شنو ؟!
ثم صاح مخاطبا مساعده :
- شيلو السجم دا شوتوهو وزارة تانية !!
وكانت هذه عى العبارة المفضلة للملك الاعظم شتيار عندما يرغب فى ابعاد احد وزراءه بسبب تقصيره الى وزارة اخرى , وهكذا تمت تنحية وزير الطيور عن وزارة الطيور واعلنت الحكومة الملكية فى مملكة شتاريا العظمى عن تشكيل لجنة تحقيق جديدة برئاسة ( وزير الشؤون النفسية ) لتحديد سبب سقوط هذه الطيور .
...
واستمرت الحياة بطريقة منتظمة خالية من الدهشة فى مملكة شتاريا العظمى , ولم تسقط طيور جديدة , حتى اعلن وزير الشؤون النفسية عن مؤتمر لاعلان نتيجة التحقيق الفني فى اسباب سقوط الطيور , فتجمع الناس لسماع الوزير , الذى خاطبهم قائلاً :
- تعلمون ايها المواطنون الكرام اننا قد شكلنا لجنة من الخبراء , فدرسوا الموضوع , وتوصلوا الى ان السبب الأكيد لسقوط هذه الطيور انما هو الحنين !.
واندهش المواطنون , فهم لم يتوقعوا ان يكون سبب سقوط هذه الطيور هو الحنين , ولكنهم اقتنعوا ان وزير الشؤون الانسانية لابد ان يكون صادقاً , فواصلوا الاستماع اليه وهو يقول :
- نعم ايها المواطنون الكرام , ان هذه الطيور شعرت بالحنين الى الارض , فسارعت بالارتماء فى حضنها , فهى طيور وطنية مخلصة لأرضنا , ولكن بما ان هذا الاخلاص كثير جدا ولا تحتمله الارض , فقد استوردنا حبوب مضادة للحنين نضعها فى الماء , فتشرب منها كل الطيور , فيزول عنها الحنين , فلا تسقط ابدا ابدا !.
...
ومرت ايام , وشربت الطيور من ذلك الماء , ولكنها بدأت بالتساقط مرة اخرى , فبلغ الأمر الملك الاعظم شتيار , فصاح قائلاً :
- شيلو السجم دا شوتوهو وزارة تانية !!
وهكذا تم طرد وزير الشؤون الانسانية الى وزارة اخرى , وشكلت الحكومة فى مملكة شتاريا العظمى لجنة تحقيق جديدة برئاسة ( وزير اللغة والشعر ) , فاجتمعت اللجنة لعدة أيام , وكانت الطيور تواصل السقوط خلال هذه الأيام , ثم اعلنت اللجنة عن مؤتمر صحفى لاعلان نتائج التحقيق , فاجتمع مواطنوا مملكة شتاريا العظمى فى ساحة كبيرة , وصعد وزير اللغة والشعر الى المنصة , ثم خاطبهم قائلاً :
- ايها المواطنون الكرام , لقد اجتمعت لجنتنا وفحصت , ودققت ومحصت , واختبرت وتدبرت , وصالت وجالت , ثم توصلت الى الرأي السديد , والسبب الأكيد , الذى يجعل هذه الطائرات تسقط عن السماء وتحيد , فهو ليس اهمالاً من وزارة الطيور , ولا تقصيرا من اخوتنا فى ادارة الاجنحة والريش , بل ان السبب فى الواقع انما هو بيت من الشعر !!
واندهش المواطنون من كلام وزير اللغة والشعر , ولكنهم اقتنعوا ن كلامه لابد انه صحيح , فواصلوا الاستماع اليه وهو يقول :
- الحقيقة الأكيدة ايها المواطنون الكرام , ان سبب سقوط كل هذه الطيور انما هو بيت الشعر الذى يقول :
ما طار طير وارتفع ..... . الا كما طار وقع !
...
ومنذ ذلك اليوم , لم تسقط من سماء مملكة شتاريا العظمى طيرة واحدة !.
( ملاحظة صغيرة : لن تصلح الوقائع اعلاه لتبرير اى حوادث سقوط طيور او طائرات فى اى زمان ومكان اخر , لذلك , اذا سقطت طائرات اى شركة طيران , فعليها ان تبحث لها عن بيت شعر آخر !.)