انفجار سبق الحريق.. والمخرج الضيق للخيمة أدى إلى تساقط النساء
الحريق مر من هنا
كتبت مرفت عبد الدايم : كارثة مأساوية بكل ما تحمله الكلمة من معاني، هزت قلوب كل من يعيش على أرض الكويت وفاجعة مروعة القت بظلالها على الوطن قد سيطرت حالة من الالم والحزن على اجواء مستشفى الجهراء امس.. هرولة وصراخ وعويل حزن عميق في النفوس النساء تبكي والاطفال حائرون يبحثون عن ذويهم، والمصابات لا حول لهن ولا قوة. يرجون الله ان يخفف عنهن..
أجساد شوهها الحريق فضاعت ملامحها.. انفس تتسارع من شدة الالم البعض منهن اسند الحادث على امراة تعمدت اشعال الحريق وتحويل العرس الى ماتم، العديد من الاقاويل، الا ان الحقيقة لن يعلمها الا رجال الداخلية بعد اجراء تحقيقاتهم لمعرفة ملابسات الحادث ومسبباته.
« الوطن » جالت بين اجنحة مستشفى الجهراء للوقوف على هول الماساة، ومحاولة التعرف على الوقائع خطوة بخطوة منذ اندلاع الشرارة الاولى للحريق الي ان وصلن الى المستشفى.
دموع
البداية كانت مع أم مبارك القابعة في الجناح السادس والعشرين وقد شوه الحريق ظهرها وذراعيها، التي قالت والألم يعتصر قبلها، والدموع تتساقط من عيونها، فجأة بلا مقدمات وفي الساعة التاسعة بعد ان بدأت الطقاقة بالعزف لمحت النيران تشتعل في جزء من الخيمة، وما هي الا لحظات حتى اشتعلت الخيمة.. تدافعت النسوة هربا من الحريق والنجاة بانفسهن. الا ان المخرج الصغير لم يسعفهن فتساقطت الواحدة تلو الأخرى وامتلات ارضية الخيمة بالاجساد ملقاة فوق بعضها البعض صراخ وعويل وكل يبحث عن اقاربه حاولت البحث عن امي واخواتي ولم يفلح بحثي من شدة التزاحم، والآن امي مفقودة وام زوجي مفقودة واحدى اخواتي في مركز البابطين وزوجة شقيقي لا اعرف اين هي اما انا فالحمد الله حروقي من الدرجة الثانية، مع العلم ان الحريق لم يلمسني بل حرارة اللهيب هي من فعلت بي هذا.
وتضيف وهي دامعة القلب قبل العين، ابنتي الصغيرة ذات السبعة اشهر ترقد في البيت لا اعرف عنها شيئا ولا اجد من يطمئن قلبي على امي واخواتي، وتصمت ام مبارك لفترة ثم تعاود البكاء بكاء الام الحريق، وبكاء الالم على فقدانها لاحبائها.
انفجار
والتقينا ام فاطمة التي سارعت بالبكاء وقالت بلا وعي ولا تركيز ابنتي عمرها 13 عاماً لم نجدها حتى الآن ولا نعرف اين هي وهل هي على قيد الحياة ام راحت كما راحت الاخريات بحثت عنها وكنت حريصة على ألا اخرج من الخيمة الا وهي معي، فأنا من رباها ورعاها واخرى عمرها 7 سنوات عثرت عليها اثناء بحثي ولكني فشلت في البحث عن الاخرى، وقريبتي لم نجدها ايضا حتى الآن ولا نعرف هل احترقت او نجت من الحريق.
وحول الحريق قالت حدث فجأة دون مقدمات الا اننا سمعنا اصوات انفجارات ولم نعرف مصدرها او من افتعلها، ولكن الشبهات تحوم حول امرأه هي من تعمدت اشعال الحريق الذي دمر الخيمة وأدى الى هذه الفوضى ما بين قتلى ومصابين.
فعل فاعل
وفي الغرفة المجاورة التقينا عبير ماضي ذات العشرين عاما وقد احترق ظهرها حروقا بليغة من الدرجة الثانية، وشقيقتها في مستشفى مبارك بحروق %90 من جسدها وترقد بالعناية المركزة ما بين الحياة والموت..
وبلسان متثاقل، والم يدمع قلب سماعها قبل العين قالت الحريق حدث بسرعة كبيرة الا ان البعض يرى انه بفعل فاعل، فما ان بدت الطقاقة وضربت ثلاث ضربات فقط على دفها الا وسمعنا صوت انفجارات والحريق يلتهم جوانب الخيمة تدافعت النساء سقطن على بعضهن البعض وحاولت الهرب بعيدا عن النار، الا انني لم اجد المخرج وبعد فترة قليلة لقيت شقيقتي التي ساعدتني في الخروج من الخيمة دون ان تلمسني النيران، ومع ذلك احترق جسدي من الوهج ولهيب النار.
اشتعال
وفي نفس الغرفة التقينا ام نايف في الثلاثين من عمرها، قالت وعينها باكية، كنا نجلس في سعادة بالغة وبدأت البنات تتراقص على المسرح وفجاة اشتعل المسرح بمن عليه فتفحمت الفتيات جميعهن وحدثت حالة من الفوضى، الكل يبحث عن اسرته وفي لحظة وجدت مها صغيرتي حاولنا الهرب ولقينا مياها قمنا بالقائها على اجسادنا الى ان خرجنا من الخيمة وفجأة كل شيء سقط سقطة الخيمة على رؤوس من بها .
الفرار
نترك الغرفة ونتوجه الى اخرى لنلتقي بفتاة في العشرين من عمرها رفضت الافصاح عن اسمها، وقالت كنت داخل الخيمة وما هي الا لحظات ورأيت النيران تلتهم كل شيء والجميع حاول الفرار وتساقطت النساء ومن تسقط ترضى بقضاء الله، وفي تلك الاثناء لمحت مخرجاً صغيراً جدا على احد جوانب الخيمة فهربت منه الى الخارج واحمد الله على ما حدث فحروقي بسيطة والله يكتب الشفاء للاخريات وشقيقتي مشاعل ترقد حاليا في مركز البابطين والبعض طمأنني عليها.
وبجانبها ترقد فتاة اخرى بلا حراك، فمن شدة الالم اعطى لها الطبيب ادوية مسكنة فنامت بلا حراك وقريبتها بجانبها باكية حزينة ووالدها قابع خلف الباب يترجى رحمة الله، وطلب مني عدم ازعجها لانها لم تنم طوال الليل من شدة الألم، وقال لنا يكفيها ما اصابها فاتركوها نائمة وادعوا لها بالشفاء.
سيارة مفخخة
وفي غرفة أخرى نلتقي احدى المصابات التي بدأت حديثها بحسبي الله ونعم الوكيل، هل من المعقول ان تقدم احدى النسوة على هذا الفعل الشائن وتضيف: البعض يقول ان سيارة مفخخة احترقت فاحرقت الخيمة والبعض يقول ان هناك من ألقى بالبنزين على أحد المكيفات فاحترق واحرق الخيمة، والعلم عند الله، لا نعرف من فعل ذلك، وهل بالفعل عن عمد أم مجرد حادث.
الأمل
وخلال مرورنا باروقة المستشفى شاهدنا فتاة باكية ومعها عدد من النساء تبحث عن والدتها جالت المستشفيات جميعها دون جدوى وكانت مستشفى الجهراء المكان الاخير بعد ان زارتها اول مرة، الا ان الامل في عثورها على والدتها مازال قائما وكانت تردد، لا اجد امي بحثت في كل المستشفيات أخشى ان تكون ضمن هذه الجثث، لا احد يستطيع ان يعلمني لو كانت امي مع من قتل ساموت الما وحزنا عليها فامي لا تخرج كثير وهذه المرة الوحيد التي خرجت فيها منذ سنة تقريبا، ترتكتها وهي تبحث عن أمها دون جدوى.
عينات
وفي الجناح الخامس والعشرين التقينا حيال وحيد الشمري فاربع من اسرته في مستشفى الجهراء و2 في مركز البابطين و3 مفقودون لا يعلم عنهم شيئا والامر بيد الله كما يقول الوالدة مفقودة والخالة وابنة خالتي واخواتي وعمتي وزوجة اخي بحالة حرجة، ولا استطيع البحث عن الباقيات فالجثث متفحمة وامس الاول قامت الداخلية بأخذ عينات لإجراء التحاليل والتعرف على الجثث.
الحريق مر من هنا
كتبت مرفت عبد الدايم : كارثة مأساوية بكل ما تحمله الكلمة من معاني، هزت قلوب كل من يعيش على أرض الكويت وفاجعة مروعة القت بظلالها على الوطن قد سيطرت حالة من الالم والحزن على اجواء مستشفى الجهراء امس.. هرولة وصراخ وعويل حزن عميق في النفوس النساء تبكي والاطفال حائرون يبحثون عن ذويهم، والمصابات لا حول لهن ولا قوة. يرجون الله ان يخفف عنهن..
أجساد شوهها الحريق فضاعت ملامحها.. انفس تتسارع من شدة الالم البعض منهن اسند الحادث على امراة تعمدت اشعال الحريق وتحويل العرس الى ماتم، العديد من الاقاويل، الا ان الحقيقة لن يعلمها الا رجال الداخلية بعد اجراء تحقيقاتهم لمعرفة ملابسات الحادث ومسبباته.
« الوطن » جالت بين اجنحة مستشفى الجهراء للوقوف على هول الماساة، ومحاولة التعرف على الوقائع خطوة بخطوة منذ اندلاع الشرارة الاولى للحريق الي ان وصلن الى المستشفى.
دموع
البداية كانت مع أم مبارك القابعة في الجناح السادس والعشرين وقد شوه الحريق ظهرها وذراعيها، التي قالت والألم يعتصر قبلها، والدموع تتساقط من عيونها، فجأة بلا مقدمات وفي الساعة التاسعة بعد ان بدأت الطقاقة بالعزف لمحت النيران تشتعل في جزء من الخيمة، وما هي الا لحظات حتى اشتعلت الخيمة.. تدافعت النسوة هربا من الحريق والنجاة بانفسهن. الا ان المخرج الصغير لم يسعفهن فتساقطت الواحدة تلو الأخرى وامتلات ارضية الخيمة بالاجساد ملقاة فوق بعضها البعض صراخ وعويل وكل يبحث عن اقاربه حاولت البحث عن امي واخواتي ولم يفلح بحثي من شدة التزاحم، والآن امي مفقودة وام زوجي مفقودة واحدى اخواتي في مركز البابطين وزوجة شقيقي لا اعرف اين هي اما انا فالحمد الله حروقي من الدرجة الثانية، مع العلم ان الحريق لم يلمسني بل حرارة اللهيب هي من فعلت بي هذا.
وتضيف وهي دامعة القلب قبل العين، ابنتي الصغيرة ذات السبعة اشهر ترقد في البيت لا اعرف عنها شيئا ولا اجد من يطمئن قلبي على امي واخواتي، وتصمت ام مبارك لفترة ثم تعاود البكاء بكاء الام الحريق، وبكاء الالم على فقدانها لاحبائها.
انفجار
والتقينا ام فاطمة التي سارعت بالبكاء وقالت بلا وعي ولا تركيز ابنتي عمرها 13 عاماً لم نجدها حتى الآن ولا نعرف اين هي وهل هي على قيد الحياة ام راحت كما راحت الاخريات بحثت عنها وكنت حريصة على ألا اخرج من الخيمة الا وهي معي، فأنا من رباها ورعاها واخرى عمرها 7 سنوات عثرت عليها اثناء بحثي ولكني فشلت في البحث عن الاخرى، وقريبتي لم نجدها ايضا حتى الآن ولا نعرف هل احترقت او نجت من الحريق.
وحول الحريق قالت حدث فجأة دون مقدمات الا اننا سمعنا اصوات انفجارات ولم نعرف مصدرها او من افتعلها، ولكن الشبهات تحوم حول امرأه هي من تعمدت اشعال الحريق الذي دمر الخيمة وأدى الى هذه الفوضى ما بين قتلى ومصابين.
فعل فاعل
وفي الغرفة المجاورة التقينا عبير ماضي ذات العشرين عاما وقد احترق ظهرها حروقا بليغة من الدرجة الثانية، وشقيقتها في مستشفى مبارك بحروق %90 من جسدها وترقد بالعناية المركزة ما بين الحياة والموت..
وبلسان متثاقل، والم يدمع قلب سماعها قبل العين قالت الحريق حدث بسرعة كبيرة الا ان البعض يرى انه بفعل فاعل، فما ان بدت الطقاقة وضربت ثلاث ضربات فقط على دفها الا وسمعنا صوت انفجارات والحريق يلتهم جوانب الخيمة تدافعت النساء سقطن على بعضهن البعض وحاولت الهرب بعيدا عن النار، الا انني لم اجد المخرج وبعد فترة قليلة لقيت شقيقتي التي ساعدتني في الخروج من الخيمة دون ان تلمسني النيران، ومع ذلك احترق جسدي من الوهج ولهيب النار.
اشتعال
وفي نفس الغرفة التقينا ام نايف في الثلاثين من عمرها، قالت وعينها باكية، كنا نجلس في سعادة بالغة وبدأت البنات تتراقص على المسرح وفجاة اشتعل المسرح بمن عليه فتفحمت الفتيات جميعهن وحدثت حالة من الفوضى، الكل يبحث عن اسرته وفي لحظة وجدت مها صغيرتي حاولنا الهرب ولقينا مياها قمنا بالقائها على اجسادنا الى ان خرجنا من الخيمة وفجأة كل شيء سقط سقطة الخيمة على رؤوس من بها .
الفرار
نترك الغرفة ونتوجه الى اخرى لنلتقي بفتاة في العشرين من عمرها رفضت الافصاح عن اسمها، وقالت كنت داخل الخيمة وما هي الا لحظات ورأيت النيران تلتهم كل شيء والجميع حاول الفرار وتساقطت النساء ومن تسقط ترضى بقضاء الله، وفي تلك الاثناء لمحت مخرجاً صغيراً جدا على احد جوانب الخيمة فهربت منه الى الخارج واحمد الله على ما حدث فحروقي بسيطة والله يكتب الشفاء للاخريات وشقيقتي مشاعل ترقد حاليا في مركز البابطين والبعض طمأنني عليها.
وبجانبها ترقد فتاة اخرى بلا حراك، فمن شدة الالم اعطى لها الطبيب ادوية مسكنة فنامت بلا حراك وقريبتها بجانبها باكية حزينة ووالدها قابع خلف الباب يترجى رحمة الله، وطلب مني عدم ازعجها لانها لم تنم طوال الليل من شدة الألم، وقال لنا يكفيها ما اصابها فاتركوها نائمة وادعوا لها بالشفاء.
سيارة مفخخة
وفي غرفة أخرى نلتقي احدى المصابات التي بدأت حديثها بحسبي الله ونعم الوكيل، هل من المعقول ان تقدم احدى النسوة على هذا الفعل الشائن وتضيف: البعض يقول ان سيارة مفخخة احترقت فاحرقت الخيمة والبعض يقول ان هناك من ألقى بالبنزين على أحد المكيفات فاحترق واحرق الخيمة، والعلم عند الله، لا نعرف من فعل ذلك، وهل بالفعل عن عمد أم مجرد حادث.
الأمل
وخلال مرورنا باروقة المستشفى شاهدنا فتاة باكية ومعها عدد من النساء تبحث عن والدتها جالت المستشفيات جميعها دون جدوى وكانت مستشفى الجهراء المكان الاخير بعد ان زارتها اول مرة، الا ان الامل في عثورها على والدتها مازال قائما وكانت تردد، لا اجد امي بحثت في كل المستشفيات أخشى ان تكون ضمن هذه الجثث، لا احد يستطيع ان يعلمني لو كانت امي مع من قتل ساموت الما وحزنا عليها فامي لا تخرج كثير وهذه المرة الوحيد التي خرجت فيها منذ سنة تقريبا، ترتكتها وهي تبحث عن أمها دون جدوى.
عينات
وفي الجناح الخامس والعشرين التقينا حيال وحيد الشمري فاربع من اسرته في مستشفى الجهراء و2 في مركز البابطين و3 مفقودون لا يعلم عنهم شيئا والامر بيد الله كما يقول الوالدة مفقودة والخالة وابنة خالتي واخواتي وعمتي وزوجة اخي بحالة حرجة، ولا استطيع البحث عن الباقيات فالجثث متفحمة وامس الاول قامت الداخلية بأخذ عينات لإجراء التحاليل والتعرف على الجثث.